بالضمير المستتر (55): برشلونة في مأزق لأن الوضع مختلف

برشلونة في مأزق !! هذه ليست بخرافة فالنادي الكتلوني يحتاج لعودة سريعة إلى أجواء
المنافسة و استعادة انتصاراته الكبيرة و أسلوبه المميز في اللعب بعد تعثره ضد ريال
سوسييداد و إيه سي ميلان في الدوري الإسباني لكرة القدم و دوري أبطال أوروبا... و
السيء في الأمر المقارنة بين بداية هذا الموسم و البداية المتعثرة في المواسم
الماضية فهناك فارق شاسع بين المرحلتين لأسباب معروفة.

أمام أبطال إيطاليا
في مباراة أمس، اتضح أن هناك بعض النواقص في تشكيلة بيب جوارديولا و أن هناك مشاكل
و أخطاء يجب تصحيحها سواءً من جهة المدرب أو من جهة اللاعبين كي يمضي القارب
الكتلوني قدماً و يقطع البحار و المحيطات للوصول في نهاية المطاف إلى منصات التتويج
و حصد المزيد من الألقاب التي امتلأت بها خزائن النادي في السنوات
الأخيرة.

يجب الإشادة في بادئ الأمر بحفاظ برشلونة على فكره الكروي
بالاستحواذ على الكرة و الضغط على مرمى الفريق الخصم لكن العيب في ما نراه الآن هو
عدم فاعلية البلاوجرانا أمام المرمى و افتقاده للتواصل (من مجرد لمحة) و انعدام
التفاهم بين اللاعبين في بعض الحالات و قد يعود ذلك إلى أن اللاعبين 'يشعرون
بالملل' من بعضهم البعض و لعل تصريح داني ألفيش خير دليل على أن برشلونة يعاني
'نفسياً' في الوقت الحاضر بعد أن كان ذا شخصية قوية منذ وصول بيب جوارديولا إلى
منصب القيادة!

الناس يقولون عادةً أن الكبير يمرض و لا يموت و هذا صحيح لكن
لا يجب نسيان أن الكبار في كرة القدم يدفعون ثمن أخطائهم بمنح الفرصة للآخرين
بالتقدم و الإبتعاد.. فضياع عدد هام من النقاط و لو في بداية الليجا الإسبانية ليس
بالشيء الجيد و قد يعصف بحظوظ الفريق بمجرد التأثير على نفسيته و مضاعفة حظوظ
الفريق الآخر -كريال مدريد- و جعله في راحة نفسية عالية تساعده في اكتساب الثقة و
دخول المباريات بـأريحية تامة... فالضغط يولد التوتر.. و التوتر يؤدي عادةً إلى
الوقوع في الخطأ.

نصيحتي لبرشلونة أن يحذر من ألا تطول هذه البداية المتعثرة
لجولة أخرى في الليجا أو ما يزيد عن ذلك.. فخسارة ثلاث نقاط مثلاً سيجعل النادي في
الحضيض 'معنوياً' و سيفقده الكثير من قوته و يجعله كالشبل أمام الأسود غير
المروضة.. و هذا شيء يؤسفنا لأننا سنفتقد في رمشة عين للصراع الثنائي ليتحول إلى
أحادي يجعل الدوري الإسباني لكرة القدم أسوأ من نظيره
الإسكتلندي!



ملاحظة : من الآن وصاعداً وفي كل مقال ينشره جول.كوم،
سيتم وضع استطلاع رأي بسيط في نهايته ونتمنى مشاركتكم فيه، وذلك بناء على فكرة من
أحد الزوار الكرام (عبدالله الأمير) وإيماناً منّا بأهمية التواصل مع زوار جول.