الدمياطي ساعد الفلسطينيين في عملية فدائية هزت إســــــــــــــرائيل ولم يعترف به أحد
صفحة 1 من اصل 1
الدمياطي ساعد الفلسطينيين في عملية فدائية هزت إســــــــــــــرائيل ولم يعترف به أحد
حديث الناس الآن هم مدفونون بين جدران اليأس والإهمال وكم من كتب وقصائد شعرية وأغان تحدثت عن الضربة الجوية التي استند عليها الرئيس السابق حسني مبارك كشرعية لاستيلائه علي السلطة لمدة ٠٣ عاما فالمجهود الذي قام به حوالي ٦ آلاف شخص تم اختزاله في شخص واحد وهو حسني مبارك، فمصر أنجبت عددا لاحصر له من الأبطال لهم يد كبري في كثير من الأحداث التي غيرت مسار دول .. »آخر ساعة« كانت في عزبة البرج بمحافظة دمياط لتبحث عن عدد من الأبطال الذين ساهموا في يوم من الأيام في هز عرش اسرائيل فيما يعرف بموقعة فندق "سافوي" وبحثنا في أوراق أحد الأبطال المصريين الذين شاركوا في هذه العملية الفدائية عام ٥٧٩١م. فبعد نكبة فلسطين عام ٨٤٩١ ونكسة ٧٦٩١ عفي الدهر علي العديد من البطولات التي مازال أبطالها ضحية للإهمال أو التناسي، فالبطل محمد حسن سعد الشهير ب "شاليتا" أو "أبو الشلت" رجل بسيط من محافظة دمياط بالأخص من مدينة عزبة البرج،هذا الرجل البسيط الذي يجلس يوميا في شارع النيل برأس البر ويبحث عن لقمة عيش يكمل بها حياته لا يعرف الكثيرون أنه ضمن المصريين الشرفاء الذين ساعدوا الثورة الفلسطينية في السبعينات في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية ضد الكيان الصهيوني هذا الرجل شارك في أول عملية نوعية تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية داخل تل أبيب، وهي العملية المعروفة باسم "عملية فندق سافوي" عام ٥٧٩١ وأسفرت عن تدمير فندق سافوي تل أبيب بالكامل ومقتل أكثر من ٠٠١ ضابط وجندي إسرائيلي من بينهم عدد من القيادات العسكرية الكبيرة. ❊❊ في البداية ماهو اسمك الحقيقي ولماذا لقبت بــ»شاليتا«؟. ـ اسمي محمد حسن سعد من مواليد ٩٤٩١ كنت في الماضي أعمل بحارًا علي سفن الشحن وأقطن حاليا بمدينة عزبة البرج. واسم شاليتا أطلق علي منذ الصغر في عزبة البرج ولا علاقة له بعملية "سافوي" ❊❊ هل شاركك أحد في هذه العملية من زملائك بعزبة البرج ؟ ـ نعم لم أكن بمفردي وكنا ٥ أفراد من عزبة البرج نعمل بحارة علي سفينة لبنانية اسمها محمد علي. ❊❊ كيف جاءت مشاركتكم في عملية فندق "سافوي"؟ ـ في عام ٥٧٩١ أثناء عملنا علي سفينة الشحن اللبنانية وأثناء تواجدنا في ميناء صيدا جاء أحد معاوني الراحل ياسر عرفات ليخبر قبطان السفينة برغبته في لقاء طاقم السفينة من أجل عملية فدائية.. ذهبنا بالفعل للقاء السيد عرفات الذي أخبرنا بأنه يحتاج لمساعدتنا من أجل إتمام عملية كبيرة ستحدث في تل أبيب وقال لنا إن هذه العملية ستكون انتقاما من إسرائيل بسبب قتلها عددا من القادة الفلسطينيين في لبنان (كانت إسرائيل قد نفذت عملية سميت بعملية "الفردان" وفيها قام عدد من الكوماندوز الإسرائيلي بتفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان واغتيال كل من كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار). ❊❊ كيف تم التجهيز للعملية والتخطيط لها؟ ـ كانت الخطة الموضوعة من قبل قيادة قوات "العاصفة" تقضي بأن نقوم بنقل المجموعة التي ستنفذ العملية إلي قرب شواطئ فلسطين المحتلة ثم تقوم هذه المجموعة بإكمال طريقها إلي الشاطئ عن طريق الزوارق المطاطية حتي تصل الي هدفها وهو فندق سافوي بتل أبيب.حيث ستقوم بتلغيمه بغرض قتل كبار الضباط الإسرائيليين الذين يتواجدون في هذا الفندق. ❊❊ متي تمت هذه العملية؟ ـ انطلقنا من ميناء صيدا في الثامنة مساء يوم ٥/٤/٥٧٩١ متجهين الي خارج المياه الإقليمية اللبنانية ونحن نحمل شحنة من البنزين تقارب الثلاثين طنا معبأة في براميل بقصد إيصالها لقبرص... وبعد خروجنا انتظرنا في عرض البحر حتي فجر اليوم التالي ووصل إلينا زورقان مطاطيان يحملان مجموعة التنفيذ وهي تسعة أفراد بجانب ضابطين من قوات العاصفة ..صعدوا جميعا علي ظهر سفينتنا ورفعنا الزوارق علي السفينة واتجهنا صوب شواطئ فلسطين المحتلة . ❊❊ هل الفدائيون كانوا علي ثقة من نجاح عمليتهم ؟ ـ علي مدار يوم كامل في البحر.. وجدت أن مجموعة الفدائيين كانت في معنويات عالية جدا.. كانوا كلهم ثقة بنجاح العملية خصوصا أن من أشرف علي خطتها وتابع سيرها لحظة بلحظة هو "أبو جهاد".. شاهدتهم وهم يعدون أسلحتهم والمتفجرات في انتظار الوصول إلي الشاطئ وتنفيذ العملية. وبعد اقترابنا من الشاطئ...توقفنا وقمنا بإنزال القوارب المطاطية ونزل فيها المجموعة كاملة باستثناء ضابط واحد ظل علي السفينة ليتابع العملية علي أن يعود معنا إلي لبنان بعد إيصال شحنتنا إلي قبرص....بعد نزول الفدائيين قمنا بإكمال طريقنا إلي قبرص. ❊❊ كيف تم اعتقالكم ؟ ـ بعد أن أصبحنا علي مشارف قبرص. سمعنا في الراديو عن نجاح العملية وتدمير الفندق بكامله وسادت مشاعر هائلة من الفرحة بهذا الإنجاز..ولكننا فوجئنا قبل دخولنا لميناء "ليماسول" القبرصي بطائرات إسرائيلية تحوم فوقنا وثلاثة زوارق حربية إسرائيلية تلحق بنا وتحاصرنا...صعد من هذه الزوارق عشرات من الجنود الإسرائيليين الذين قيدونا علي الفور وقاموا بتفتيش السفينة ووجدوا فيها جهاز اللاسلكي الخاص بضابط العاصفة الذي ظل معنا بجانب صورة كبيرة لياسر عرفات في غرفة ربان السفينة وبعد ذلك تم نقلنا علي ظهر احد الزوارق الإسرائيلية وتم قطر سفينتنا واتجهنا صوب تل أبيب. ❊❊ ماذا حدث معكم في تل أبيب ؟ ـ بعد الوصول لتل أبيب تم التحقيق مع طاقم السفينة وهم أربعة (أنا وربان السفينة محمد عباس وشخص يدعي ماهر إبراهيم وشخص آخر يدعي عيسي الريدي) هذا بجانب ضابط العاصفة الفلسطيني.. بدأ التحقيق معنا في مبني تابع للموساد من قبل ضباط إسرائيليين كانوا يتحدثون العربية بلهجة شامية. في البداية كان التحقيق معنا يتم بصورة ودية ولم يكن هناك أي تعذيب.. ولكنا أصررنا علي إنكار أي علاقة أو معرفة بهذه العملية لأننا كنا قد اتفقنا مع ياسر عرفات علي أنه إذا قبض علينا فلن نعترف تحت أي ضغط بأي معلومات وأن نخبر الإسرائيليين أن الفدائيين أجبرونا علي إيصالهم لقرب الشواطئ الإسرائيلية بعد أن قاموا بالسيطرة علي سفينتنا في عرض البحر.. هذه الحجة لم تقنع ضباط الموساد مما جعلهم يستعملون معنا أساليب تعذيب كثيرة.مثل الصعق بالكهرباء وإيهامنا بالغرق وإغراقنا في المياه الساخنة والباردة بجانب الضرب المبرح والحرمان من النوم ولكننا برغم هذا لم نعترف. ❊❊ وماذا عن الفدائيين الذين قاموا بعملية التفجير ومن الذي أرشد عنكم؟ ـ علمنا من ضباط الموساد أن مجموعة الفدائيين لم تستشهد بكاملها بل بقي منها أحد الفدائيين ويدعي "موسي جمعة"..وهو الذي اضطر للاعتراف تحت التعذيب بمكان سفينتنا وبعلاقتنا بهذه العملية ولكننا برغم هذا لم نعترف. بعد حوالي الشهرين في مركز الاعتقال نقلنا إلي معتقل يسمي علي ما أذكر "كفر يونه"..وكان به عدد كبير من الفدائيين الفلسطينيين وكنا نحن المجموعة المصرية الوحيدة فيه..هذا المعتقل كان كبيرا ومكونا من أربعة أدوار ومحصنا جدا.. داخل السجن كانت الأوضاع جيدة نسبيا.. فيما عدا الاقتحامات الدورية للسجن بسبب إضرابات السجناء عن الطعام.. كان الصليب الأحمر يزورنا دوريا ويأخذ منا رسائل لذوينا في مصر...قضيت أنا وكل المجموعة حوالي ٣ سنين فيما عدا ربان السفينة "محمد عباس" الذي ظل في المعتقل لمدة ٥ سنين لأن الموساد اشتبه به نتيجة لوجود إصابة في يده من قنبلة انفجرت في يده وهو صغير.. ❊❊ كيف عدت الي مصر مرة أخري؟ ـ خرجت أنا وزملائي من المعتقل في ٨٧٩١ ضمن صفقة تم تبادلنا فيها مع رفات جنود إسرائيلين قتلوا في سيناء.. خرجنا ولم يكن معنا أي أموال أو متعلقات.. فكل ما كان معنا تركناه علي ظهر سفينتنا التي صادرتها البحرية الإسرائيلية.. تم نقلنا الي مدينة غزة ومكثنا فيها حوالي الشهر...ثم سلمنا الجيش الإسرائيلي إلي قوات الطوارئ الدولية التي سلمتنا بدورها إلي القوات المصرية في الإسماعيلية. بعد ذلك تم نقلنا إلي القاهرة وتم التحقيق معنا لمدة شهر كامل.. ثم رجعنا إلي بيوتنا في مدينة عزبة البرج وتم التحقيق معنا هناك أيضا من قبل مخابرات حرس الحدود.. وضعنا تحت المراقبة وتم منعنا من الخروج من مصر وبالتالي منعنا من ممارسة عملنا كبحارة علي متن السفن التجارية . ❊❊ هل انقطعت علاقتكم بمنظمة التحرير منذ مغادرتكم لميناء صيدا؟ ـ قبل القبض علينا كان هناك تواصل مع المنظمة في لبنان عن طريق اللاسلكي.. لكن بعد الاعتقال إلي يومنا هذا لم يكن هناك أي تواصل.. ولكن وإحقاقاً للحق.. طوال فترة اعتقالنا كان مكتب منظمة التحرير في مصر يرسل شهريا أموالا إلي أهالينا.. ولكن هذه الأموال انقطعت بعد خروجنا من المعتقل.. وتوجه بعضنا إلي مكتب المنظمة في القاهرة بعد خروجنا مباشرة وطلبنا مقابلة أحد المسئولين فيه ومنهم السيد أبو مازن.. ولكننا لم نفلح إلا في مقابلة قيادات أصغر وعدتنا بمواصلة الدعم المالي لنا ولكن هذا لم يحدث حتي الآن. ❊❊ هل أنت نادم علي مشاركتك في هذه العملية؟ ـ برغم كل الخسائر التي تعرضت لها علي عدة مستويات لكني غير نادم إطلاقاً…في الواقع الظروف في فترة خروجنا من المعتقل لم تخدمنا كانت مصر علي وشك توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل وبالتالي نظرت لنا الحكومة المصرية علي أننا إرهابيون ولسنا أبطالا قضينا سنوات في المعتقلات الإسرئيلية فتجاهلت معاناتنا وساهمت في القضاء علينا بمنعنا من السفر والعمل وبعدم تعويضنا ماديا وتكريمنا إعلاميا كما أن حركة فتح ومنظمة التحرير قصرت في حقنا كثيرا مع أننا قدمنا لها مساعدة كبيرة في هذه العملية ودفعنا ثمنا باهظا. |
مواضيع مماثلة
» عالم امريكي سابق يعترف بمحاولة التجسس لحساب اسرائيل
» شعبان عبد الرحيم يعترف : الحشيش سبب مرضى و عملى فى الكباريه ليس عيبا لاننى اغنى و لا ارقص
» الحركات الشبابية تتبرأ من موقعة السفارة وترفض عملية الاقتحام
» ضباط إسرائيليون: الضغط السياسي المصري أوقف عملية عسكرية واسعة ضد غزة
» 'طنطاوى' يبحث مع 'عباس' جهود إعادة المفاوضات وتحريك عملية السلام
» شعبان عبد الرحيم يعترف : الحشيش سبب مرضى و عملى فى الكباريه ليس عيبا لاننى اغنى و لا ارقص
» الحركات الشبابية تتبرأ من موقعة السفارة وترفض عملية الاقتحام
» ضباط إسرائيليون: الضغط السياسي المصري أوقف عملية عسكرية واسعة ضد غزة
» 'طنطاوى' يبحث مع 'عباس' جهود إعادة المفاوضات وتحريك عملية السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى