مئات الآلاف بميدان التحرير يرفضون بيان “العسكري” وشرف

حتشد
مئات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير، وسط القاهرة، أمس، معلنين
رفضهم بيان القوات المسلحة وحكومة عصام شرف، وتمسك هؤلاء بتنفيذ مطالب
الثورة كاملة، مشددين على أهمية علنية محاكمات رموز النظام السابق، وإنزال
أقصى العقوبات عليهم، فيما زحف عشرات الآلاف من المتظاهرين بالميدان
لمحاصرة مبنى مجلس الوزراء، وسط احتياطات أمنية مشددة، وردد المتظاهرون
هتافات تدعو إلى استقالة شرف والعودة معهم إلى ميدان التحرير، باعتباره أحد
المتظاهرين الذين شاركوا في الثورة منذ بدايتها .

وأعلن العديد من المتظاهرين الانضمام إلى الاعتصام المفتوح في الميدان، الذي دخل يومه الخامس .

وأعلن
ثوار شباب التحرير في بيان وزع أمس في الميدان، الاستمرار في الاعتصام،
ورفضهم أي محاولة لإنهائه، وقالوا إن البيانات المعلنة سواء من الحكومة أو
المجلس العسكري غير كافية لتحقيق مطالب الثورة، مشددين على ضرورة القصاص
لدم الشهداء، وأنهم على استعداد لدفع أرواح جديدة في سبيل إظهار الحق .
لافتين إلى أهمية الحفاظ على العلاقة بين الشعب والجيش، محذرين في ذات
الوقت من الوقيعة بينهما .

وكان
ائتلاف شباب الثورة قد عقد مؤتمراً صحافياً، أمس، أعلن فيه تنصيب محمد
البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رئيساً للحكومة،
خلفاً لشرف، وذلك كرد فعل على بيان شرف الذي أعلنه مساء أمس الأول، ودعا
الائتلاف البرادعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية .

وعبر
ائتلاف شباب الثورة عن غضبهم، وقال ناصر عبد الحميد، عضو المكتب التنفيذي
للائتلاف إن بيان شرف لم يرض المعتصمين، وجاء ضعيفاً للغاية ولا يتواكب مع
مطالب الثوار . وأضاف أن وعود حكومة شرف والمجلس الأعلى للقوات المسلحة
سرعان ما تنتهي، معلنا استمرار الاعتصام والاحتجاجات في الميادين المصرية
إلى أن تتحقق مطالب الثورة .

وكان
الشباب المعتصمون قد ألقوا القبض على اثنين من البلطجية بحوزتهما أسلحة
بيضاء، وذلك بعد أن أصابا عدداً من المتظاهرين في اشتباكات اندلعت بين
المتظاهرين وعدد من البلطجية الذين حاولوا اقتحام الميدان لإخلائه من
المتظاهرين، فيما أخلي مبنى مجلس الوزراء من الموظفين والعاملين بأروقته
المختلفة، تحسبا لأي إجراء من شأنه تعريض حياتهم للخطر، إذا ما حاول
المتظاهرون اقتحام المجلس .

من
جهة أخرى، قرر رئيس الوزراء، إرجاء اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي الذي كان
مقررا له، اليوم (الأربعاء)، وذلك لعدم ملاءمة الظروف التي تمر بها البلاد
.

من
جانبه، أعلن حزب الجبهة الديمقراطية رفضه منح شرف فرصة للبقاء، مشدداً على
استمرار الاعتصام بالميدان والمطالبة بتشكيل حكومة “توافق وطني” تضم
القيادات السياسية المختلفة . ودعا الحزب في بيان لإطلاق صلاحيات للوزارة
الجديدة في إدارة شؤون البلاد، وعودة المجلس الأعلى لأداء دوره الطبيعي في
حماية الدولة ومؤسساتها العسكرية .

وكان رئيس الوزراء أعلن انه سيجري تعديلاً وزارياً على حكومته خلال أسبوع بما “يحقق” أهداف الثورة .

وقال
شرف في بيان تلاه على التلفزيون المصري “قررت إجراء تعديل وزاري خلال
اسبوع يحقق أهداف الثورة ويعكس الإرادة الحقيقية للشعب” . وأضاف انه سيجري
أيضاً “حركة محافظين (تعديل على تشكيلة المحافظين) قبل نهاية الشهر الجاري،
تتفق وتطلعات الشعب” . وأكد انه “كلف وزير الداخلية الإسراع في إعلان حركة
وزارة الداخلية متضمنة استبعاد قيادات هيئة الشرطة الذين تورطوا في جرائم
ضد الثوار في موعد أقصاه 15 يوليو/تموز، وسرعة استعادة الأمن والانضباط
للشارع المصري” .

من
جهته، قال اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إن
التعديل الوزاري المرتقب من صلاحيات رئيس الوزراء، داعيا إلى الانتظار حتى
يعلن شرف عن قائمة التغييرات . وأضاف في مؤتمر صحافي، أن “شرف له كل
الصلاحيات لإجراء تغييرات وزارية” . ولفت إلى أن القوات المسلحة لن تستخدم
العنف تجاه المعتصمين في ميدان التحرير، لكنها في الوقت ذاته ستتعامل بكل
حزم ضد أي محاولات تخريب .

وقال
اللواء إسماعيل عتمان، مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، عضو المجلس،
إن هناك من يحاول أن يهدد استقرار مصر ويفسد على المصريين ثورتهم، مطالبين
بضرورة توخي الحذر والتوحد وتحمل المسؤولية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ
مصر، وإن هناك قوى بالداخل والخارج تعمل على زعزعة مصر .

وشدد
أعضاء المجلس العسكري على حماية القوات المسلحة حق المواطنين في التعبير
عن آرائهم بحرية، مع الالتزام بالقانون والدستور والحرص على مصلحة مصر .
وأكدوا أن إعادة هيكلة جهاز الشرطة ليست بعيدة عن اهتمام المجلس العسكري
وتسير الهيكلة حاليًا بشكل جيد .